تُعد إمارة رأس الخيمة مثالاً حيّاً على ثقافة الضيافة والتعايش العريق، حيث يعيش ويعمل على أرضها أفراد من أكثر من 150 جنسية بانسجام وتكامل. هذا التنوع يعكس القيم الأساسية التي تقوم عليها دولة الإمارات، من تسامح وتفاهم واحترام متبادل. ومن خلال التزامها بالبرنامج الوطني للتسامح، وتماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، تمضي الإمارة بثبات نحو مستقبل يتجسد فيه روح الانتماء والاحترام في كافة نواحي الحياة اليومية.
حرية الأديان في دولة الإمارات
تجسّد إمارة رأس الخيمة القيم الاتحادية لدولة الإمارات في احترام حرية الأديان، حيث تتجاور المساجد والكنائس جنباً إلى جنب. وتعُمّ دور العبادة مختلف مناطق الإمارة، بما يرسّخ ثقافة الحوار بين الأديان والتعايش السلمي. وتتوافق هذه المبادئ مع جهود وزارة التسامح والتعايش في دولة الإمارات، وتشكل حجر أساس لهوية رأس الخيمة المتنوعة والشاملة.
التبادل الثقافي والحياة المجتمعية
ضمن النسيج المجتمعي المتنوع في دولة الإمارات، تبرز إمارة رأس الخيمة بدعمها للتواصل الثقافي من خلال تنظيم المهرجانات والفعاليات التراثية والمبادرات الفنية العامة. ويُعد مهرجان فن رأس الخيمة منصة للاحتفاء بالإبداع العالمي، في حين يقدّم مهرجان “قرية المطاعم” تجربة غنية تُبرز تنوّع المأكولات من مختلف الثقافات. وتشكل هذه الفعاليات مساحات شاملة تعكس التزام الدولة بالتنوع الثقافي، وتعزز من روح التقارب والتفاعل الإيجابي بين أفراد المجتمع.
الدمج الاجتماعي لأصحاب الهمم
تُعزز إمارة رأس الخيمة جهود الدمج الاجتماعي لمواطني الدولة والمقيمين، مع تركيز خاص على تمكين أصحاب الهمم. ومن خلال توفير مرافق عامة مهيأة، إلى جانب برامج تدريب وتأهيل متخصصة، تسعى الإمارة إلى خلق بيئة شاملة تتيح الفرص المتكافئة للجميع. ويُعد نادي رأس الخيمة لأصحاب الهمم جهة رائدة في هذا المجال، بالتكامل مع المبادرات الحكومية التي تعمل على تحسين إمكانية الوصول في المدارس وأماكن العمل والفعاليات المجتمعية. وقد تُوّجت هذه الجهود بإنجاز وطني بارز، حين حصد عبدالله النعيمي من رأس الخيمة على الميدالية الذهبية في التزلج على الجليد خلال دورة الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص 2025، في تجسيد حي لالتزام دولة الإمارات بدعم وتمكين أصحاب الهمم.
تنطلق الرؤية الشاملة لإمارة رأس الخيمة من توجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، وتنسجم مع القيم الوطنية لدولة الإمارات في تعزيز التسامح وتكافؤ الفرص للجميع. وتُسهم مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة في دعم هذه الرؤية من خلال مبادرات متنوعة تشمل جلسات الخطابة العامة، وورش عمل لحل النزاعات والتواصل البنّاء، وتدريب المعلمين، وتنفيذ بحوث مجتمعية تهدف إلى تطوير السياسات.
كما تضطلع المؤسسة بدور محوري في تنظيم مهرجان فن رأس الخيمة السنوي، وتمويل المشاريع التعليمية والفنية والمجتمعية التي تركز على دعم الفئات المهمشة. وتسهم هذه الجهود في تعزيز التماسك المجتمعي وخلق بيئة مرحبة يُحتفى فيها بالتنوع كقيمة مضافة، وليس مجرد واقع مسلّم به.
التعليم الشامل وتنمية الشباب
في إمارة رأس الخيمة، يُعد حق كل طفل في الشعور بالترحيب والدعم والإلهام جزءاً أساسياً من النهج التعليمي. وتعمل دائرة رأس الخيمة للمعرفة بالتعاون مع جميع المدارس الخاصة على ضمان توفير بيئات تعليمية شاملة ومسانِدة تُلبي احتياجات الطلبة من مختلف القدرات.
من خلال برامج الكشف المبكر، وخطط التعلم الفردية، وتدريب المعلمين، وتحسين المرافق المدرسية، وتطوير السياسات الداعمة للشمول، تواصل الإمارة تعزيز جودة التعليم وتوفير فرص متساوية لكل طالب لتحقيق النجاح.
ولترسيخ مفهوم الشمول خارج الصفوف الدراسية، أُدرجت أنشطة ومسابقات بين المدارس ضمن التقويم الأكاديمي، مما يمنح الطلاب فرصاً إضافية للتواصل والمشاركة والازدهار في مجتمع متنوع.

الشمول في بيئة العمل والمساواة بين الجنسين
تُجسد إمارة رأس الخيمة التزامها بمبدأ الشمول في بيئة العمل والمساواة بين الجنسين، حيث تم تصنيف هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة ضمن ضمن المراكز الأولى في قائمة “أفضل بيئة عمل للنساء للعام 2024” عن فئة الشركات الصغيرة لدول مجلس التعاون الخليجي والصادرة عن مؤسسة “Great Place to Work” العالمية، المتخصصة بتقييم وتكريم بيئات العمل التي تتمتع بأعلى مستويات الموثوقية والأداء.وتعزز الإمارة حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر من خلال مبادرات مثل مركز أمان لإيواء النساء والأطفال، الذي يوفّر بيئة داعمة وآمنة. كما أطلقت رأس الخيمة فعالية شبكة رأس الخيمة للمرأة “وايز” (المرأة في القوة والتمكين)، التي جمعت 50 قيادية في أول فعالية لها عُقدت في منتجع موڤنبيك جزيرة المرجان. وتضمّن الحدث جلسات حوارية مؤثرة مثل ندوة بعنوان “المرأة في القيادة”، والتي ركزت على تمكين المرأة، وتعزيز التواصل، وبناء شبكات دعم مهنية فعّالة.
وقد تأسست شبكة “وايز” من قبل مكتب الاستثمار والتطوير رأس الخيمة، بهدف تسليط الضوء على القيادات النسائية، وتقوية الروابط المهنية، وخلق فرص مستدامة تسهم في نجاح المرأة داخل الإمارة.
المجتمعات الوافدة
حققت إمارة رأس الخيمة المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر سهولة الاستقرار، والمركز الأول في “مؤشر أساسيات المغتربين “” وفقاً لتقرير “إكسبات إنسايدر 2024” الصادر عن مؤسسة “إنترنيشنز” العالمية ما يبرز مكانتها كوجهة مفضلة للمقيمين الجدد. وتجسد الإمارة نموذجاً معاصراً لهوية وطنية شاملة تحتضن التنوع وتدمج المقيمين في نسيج المجتمع الإماراتي.
وتوفر رأس الخيمة بيئة معيشية ميسورة، وفرصاً مهنية واعدة، وأجواء ترحيبية تعزز الانسجام بين مختلف الثقافات. ويعبّر المقيمون عن شعورهم بجودة حياة عالية وإحساس قوي بالانتماء، في بيئة تسودها روح مجتمعية تقوم على الاحترام المتبادل، بعيداً عن أي اعتبارات.
ثقافة التعايش
من خلال المهرجانات الشاملة، والسياسات الدينية المتسامحة، وخدمات الدعم المجتمعي، والمبادرات التعليمية، تؤكد رأس الخيمة التزامها الراسخ بقيم العدالة والتسامح والتكاتف. واستناداً إلى رؤية قيادتها، تواصل الإمارة مسيرتها نحو بناء مجتمع مزدهر يوفّر فرص الحياة الكريمة لكل من يعيش على أرضها من السكان والزوار وصولاً إلى الأجيال القادمة في بيئة يسودها الانسجام والتعايش.
يسعدنا تلقي ملاحظاتكم واقتراحاتكم. لا تترددوا في التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: hello@heartofrak.com


