مع انتهاء فصل الصيف، تصبح رأس الخيمة واحدة من أفضل الوجهات في دولة الإمارات لعشاق الدراجات الهوائية. حيث أنه خلال الأشهر الباردة تتيح للدراجون الاستمتاع بالقيام بنشاطهم على الطرق، والجبال، والمسارات الساحلية التي يتجنبونها خلال ذروة الصيف. ولكن مع تعدد الخيارات، يظل السؤال قائماً: ما هو أفضل مكان للقيادة؟
الخبر السار أن رأس الخيمة تقدّم مساراً يناسب كل نوع من الدراجين. سواء كنت تبحث عن تحدّي صعود جبل جيس، أو تفضل المسارات الساحلية المسطحة، أو ترغب فقط في نزهة عائلية على طول الواجهة البحرية.
فيما يلي ستة من مسارات الدراجات في رأس الخيمة للاستمتاع بالموسم:
جبل جيس

غالباً ما يبحث راكبو الدراجات عن تحديات جديدة، لكن العثور على مسارات صعود آمنة وسهلة الوصول ليس بالأمر البسيط. في هذا السياق، يبرز جبل جيس، أعلى قمة في دولة الإمارات، كواحد من أبرز الوجهات لعشاق الدراجات الجبلية والطريق على حد سواء.
يمتد الطريق نحو القمة لمسافة تقارب 35 كيلومتراً، تبدأ من قاعدة الجبل وصولاً إلى منصة المشاهدة. ويتميّز بانحدارات ثابتة تتراوح بين 4% و7%، ما يجعله اختباراً حقيقياً لقدرة المتسابقين على التحمل. كما أن جودة الأسفلت، واتساع كتف الطريق، وانخفاض حركة المرور في ساعات الصباح الباكر، توفر جميعها بيئة مثالية للتدريب بأمان وراحة.
وخلال الصعود، يستمتع الدراجون بمشاهد طبيعية خلابة لسلسلة الجبال الصخرية التي تُضفي على التجربة طابعاً فريداً يجمع بين التحدي الرياضي وروعة المناظر. ولا شك أن جبل جيس يستحق أن يكون على قائمة كل درّاج في الإمارات، كونه يجمع بين قوة التحدي وسحر الإطلالات من أعلى القمة.
مسار كورنيش القواسم

يقدّم كورنيش القواسم برأس الخيمة تجربة فريدة لعشاق ركوب الدراجات، بفضل مساره الواسع والمستوي الممتد بمحاذاة البحر. على طول الكيلومترات، ينعم الدراجون بجولة هادئة وآمنة وسط أجواء طبيعية خلابة تجعل من كل رحلة متعة بحد ذاتها.
المسار مناسب للجميع؛ سواء للعائلات مع الأطفال أو للأشخاص الباحثين عن جولة مريحة بعيداً عن صخب الحياة اليومية. كما تنتشر على امتداده مقاهٍ رائعة، تمنح فرصة مثالية للتوقف والاستراحة أو لإنهاء الجولة على فنجان قهوة مع إطلالة بحرية آسرة.
إنه مكان يجمع بين الرياضة والاسترخاء والجانب الاجتماعي، ليجعل من ركوب الدراجة نشاطاً يومياً ممتعاً ووجهة يستحق الجميع اكتشافها.
مسار حلقة شوكة – حتا
قد تكون جولات الدراجات القصيرة داخل المدن ممتعة، لكنها لا تمنح المسافة أو التحدي الذي يبحث عنه الدراجون المتمرّسون. ولمن يرغب في اختبار قدرته على التحمل، يقدّم مسار شوكة الممتد إلى طريق حتا مغامرة حقيقية تستحق التجربة.
ينطلق المسار من متجر شوكة للدراجات، مروراً بطريق حتا الجديد، صعوداً فوق تلة المولّد، ثم عبر منطقة حُويلات قبل أن يعود إلى نقطة البداية في شوكة. الطريق ممهد ومعظمه مُعبد، ما يجعله مناسباً للجولات الطويلة والثابتة أكثر من كونه مساراً يتطلب مهارات تقنية معقدة.
يمتد المسار لمسافة تقارب 90 كيلومتراً، ليشكل اختباراً جدياً للياقة والتحمّل. وفي المقابل، يكافأ الدراجون بطرقات واسعة، ومناظر جبلية خلابة، والشعور بالإنجاز بعد إكمال واحد من أكثر مسارات التحمل متعة في المنطقة.
طريق صحراء الوادي

يبحث الكثير من راكبي الدراجات عن مسارات تجمع بين التنوع والجمال بعيداً عن الرتابة المعتادة. وتُعد الطرق المؤدية إلى صحراء الوادي خياراً مثالياً، حيث تمتد في أجواء هادئة تحفّها الكثبان الرملية والمناظر الطبيعية المفتوحة، مع فرصة لمشاهدة بعض الحيوانات البرية في بيئتها الطبيعية.
تتميز هذه المسارات بانخفاض حركة المرور إلى حد شبه معدوم، خاصة في ساعات الصباح الأولى، كما أنها ترتبط بسهولة بمسارات أطول داخل الإمارة، ما يجعلها نقطة انطلاق مثالية لجولات متنوعة.إنها تجربة مختلفة تمنح راكبي الدراجات شعوراً بالتحرر وسط سكون الصحراء وسعة الأفق، بعيداً عن صخب الحياة اليومية.
جزيرة المرجان

يوفّر مسار جزيرة المرجان تجربة مثالية للعائلات والمبتدئين الذين يبحثون عن ركوب دراجات آمن ومريح بعيداً عن التحديات الصعبة. يمتد المسار لمسافة ستة كيلومترات حول الجزر الاصطناعية، وهو معبّد بالكامل وواسع، ما يمنح راكبيه راحة وسهولة في الحركة.
تُضفي الإطلالات البحرية على الخليج العربي من الجانبين أجواءً خلابة، بينما يتيح المسار إمكانية تمديد الجولة عبر تكرار الدورات حسب الرغبة، ليكون مناسباً لجميع المستويات.
سواء عند شروق الشمس أو غروبها، ستجد في هذا المسار لحظات هادئة تجمع بين متعة الرياضة وسحر الطبيعة البحرية.
مسار وادي البيح

بالنسبة للدراجين المحترفين، لا تكفي المسارات المستوية أو الرحلات القصيرة، فهم يتطلعون إلى تحديات حقيقية تختبر قدراتهم وتمنحهم تجارب فريدة. ويأتي وادي البيح، المعروف بلقب “الجراند كانيون في الإمارات”، ليجسد هذا النوع من المغامرات.
ينطلق المسار من رأس الخيمة باتجاه الحدود مع سلطنة عُمان، ماراً عبر ممرات جبلية وتضاريس صخرية متنوعة. ويمكن أن يصل طوله إلى نحو 100 كيلومتر، مع مقاطع معبّدة وأخرى حصوية، ما يجعله مناسباً للدراجات الهوائية التقليدية والدراجات الهجينة على حد سواء.
خلال الرحلة، يكتشف الدراجون مناظر جبلية مهيبة، ومنحدرات صعبة، وهدوءاً مطلقاً بعيداً عن ضجيج الحياة اليومية. إنه تحدٍ صعب لا يخلو من مشقة، لكن إتمامه يمنح إحساساً بالإنجاز والمتعة لا يُنسى.
وفي النهاية، فإن ركوب الدراجات في رأس الخيمة لا يقتصر على التدريب أو التنقل، بل يفتح الباب أمام مغامرات متنوعة: من تسلق الجبال وعبور الصحراء، إلى جولات الكورنيش والمسارات العائلية. إنها وجهة تجمع بين الأمان، والتنوع، وروعة المناظر التي ترافق كل رحلة.
يسعدنا تلقي ملاحظاتكم واقتراحاتكم. لا تترددوا في التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: hello@heartofrak.com